زوجتي ومتعة الدياثة


زوجتي ومتعة الدياثة 



زوجتي ومتعة الدياثة
زوجتي ومتعة الدياثة 


 أنهيت عملي في الموعد ذاته ككل يوم. انتظرت، كما اعتدت، أن تنهي هي أيضًا عملها. تبادلنا نظرة قصيرة، لكنها كانت كافية لنفهم دون كلام: اللقاء في نفس المكان، تمامًا ككل مرة.

لم يكن أحد يعلم بقصتنا سوانا. تلك العلاقة التي تشبه السر… أو الخطأ. هي امرأة متزوجة، وأنا أيضًا متزوج. ومع ذلك، وجد كلٌ منّا في الآخر ما افتقده في زواجه.

كانت تشكو قسوة زوجها، جفافه الدائم. وكنت أشكو من زوجتي، التي انشغلت عني بالأولاد والبيت، حتى تمنّيت أحيانًا أن أعود طفلًا، فقط لأحظى ببعض من اهتمامها.

جلسنا في حديقة عامة، هادئة لكنها ليست معزولة. غير أن هذا اللقاء كان مختلفًا. الكلمات ثقيلة، النظرات باهتة. شعرت وكأننا نقترب من النهاية… نهاية لا نعرف شكلها، ولا نجرؤ على الاعتراف بها.

قالت، بعد صمت طويل:

— "علينا أن نضع حدًا لما بيننا."

تفاجأت. نظرت إليها مذهولًا، عاجزًا عن الرد. وأنا أعلم أن النساء لا تحب الرجل العاجز… ولا المذهول.

نهضت ومضت دون أن تلتفت. وبقيت وحدي، لا أعلم ما أفعل، فقط وجدت نفسي لاحقًا أمام باب منزلي.

توقعت المشهد المعتاد: صراخ الأطفال، فوضى، وامرأة مرهقة بالكاد تذكرني. لكنني وجدت شيئًا آخر.

المنزل هادئ، أنواره خافتة، ورائحة عطر تعبق في الأركان. خرجت مسرعًا لأتأكد… نعم، إنه منزلي.

عدت لأجدها أمامي… زوجتي.

نظرت إليها وكأنني أراها لأول مرة. يا إلهي، هل هذه هي المرأة التي قضيت معها خمس سنوات دون أن أراها حقًا؟ جمالها كان طاغيًا، ناعمًا، يشبه شيئًا من الحكايات.

سألتها بتلعثم عن الأولاد. أجابت بهدوء:

— "عند أختي… سيبقون هناك أسبوعًا."

سألتها:

— "وأين كنتِ من كل هذا الوقت؟"

لم تجب. فقط اقتربت، وهمست في أذني:

— "كنت دائمًا إلى جوارك… لكنك لم تكن تراني. أما اليوم، فقد قررت أن أفتح عينيك."

أخذتني من يدي إلى المائدة، وأطعمتني بيديها. شعرت كأنني طفل صغير، يُحاط بالحنان بلا شروط، بلا مقابل. كم كنت أحتاج إلى هذا… إلى أن يُنظر إليّ بقلب لا بعين ناقدة.

بعد الطعام، غسلت يدي وفمي، كما لو كنت طفلها… وأنا بالفعل كنت طفلها في تلك اللحظة. أحبّتني كما لم تحبني من قبل، وكأنها تعيد خلق علاقتنا من جديد.

كانت ليلة استثنائية، لم أكن فيها رجلًا فحسب، بل إنسانًا يُحتفى به، يُدلل، يُحتضن.

وفي الصباح، ذهبت إلى عملي وأنا أطفو على غيمة من الامتنان. طوال الطريق، لم تخطر هي على بالي. لم أتذكرها، لم أشعر بأي حاجة إليها. كل تفكيري كان في زوجتي… تلك المرأة التي أعادتني للحياة.

وصلت مكتبي، واتخذت قرارًا. دخلت إلى المدير وقدّمت طلب إجازة لأسبوع. تفاجأ، فأنا لم أطلب إجازة منذ سنوات. لكنه وافق.

عدت إلى المنزل، تسبقني خيالات الليلة السابقة. لكنني لم أجد زوجتي.

رن الهاف…

كان صوتها — الأخرى — باكيًا، مرتجفًا. قالت:

— "جاءت زوجتك إلى منزلي اليوم، وأخبرت زوجي بكل شيء… طُردت، طُلقت، وأصبحتُ وحيدة."

أغلقت الخط، مذعورًا. ثم رأيت ورقة على السرير.

"عذرًا يا سيدي… انتهت المسرحية بالأمس.

انتظر ورقة الطلاق."

تعليقات